من هنا نرانا مضطرين إلى نشر مثل هذه الدراسة آملين أن نصدّ عملية التضليل، ونردّ الطعن في إجماع الأُمة على سلامة ما بين دفتي كتاب الله العزيز.
الأُمة الإسلامية أمة واحدة وإن تعددت فيها المذاهب، فهي تجتمع حول عقيدة واحدة، ومنهج واحد، وسلوك واحد، ومصالح واحدة، ومصير واحد والمذاهب الإسلامية ما هي إلا مظهر من مظاهر الاجتهاد في الفروع والجزئيات، فهي تلتقي في الأفق الواسع الذي يجمعها في محاور مشتركة، ومن هذه المحاور القرآن الكريم الذي يجمعها على دين واحد وثقافة واحدة، ونظم وعادات مشتركة، وقد اتفق المسلمون جميعاً على أن القرآن الكريم هو الكتاب المنزل من الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وآله) لم يطرأ عليه أي تغيير أو تبديل، محفوظ بحفظ الله تعالى، وأن ما نسمعه أو نقرأه من شبهات التحريف ما هي إلا آراء شاذة تبناها آحاد من الأُمة
من الشيعة والسنة، لم تلق قبولاً من قطاع الأُمة الواسع على مر التاريخ، وبقيت هذه الشبهات في حدود الآراء والتصورات ولم تسر إلى الواقع الموضوعي، حيث أن المسلمين جميعاً يتداولون قرآناً واحدا لا فرق بين نسخه المطبوعة في مصر أو إيران أو الحجاز أو بقية الدول الإسلامية، وله آلاف الحفاظ في كل أنحاء العالم الإسلامي، وقد تبرأ المسلمون أنفسهم، من جميع المذاهب، من القول بالتحريف، ومع ذلك تبرز في الساحة الإسلامية بين حين وآخر آراء فردية تتهم هذا المذهب أو ذاك بالقول بالتحريف، ولكنها لا تجد أذناً صاغية عند جميع المذاهب.
وفي بحثنا هذا نسلط الأضواء على بعض شبهات القائلين بالتحريف، ثم الإجابة عليها من خلال أقوال العلماء من الشيعة والسنة، إضافة إلى ذكر شهادات الشيعة للسنة والسنة للشيعة التي تنفي القول بالتحريف، وقد راعينا الاختصار في الموضوعات المبحوثة ؛ لأن البحوث التي كتبت في هذا المجال عديدة جداً، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا تحت راية القرآن لاسيما ونحن نواجه أعداءاً لا يفرقون في عدائهم بين الشيعة والسنة.
يقول الراغب: «وتحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين»(1).
ويقول الخليل: «والتحريف في القرآن: تغيير الكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه»(2).
ويقول الزمخشري: «يحرفون الكلم عن مواضعه أي: يميلون عنها»(3).
ويقول الشيخ الطوسي: «يحرفون الكلم عن مواضعه: يعني يغيرونها عن
تأويلها»(1).
ويذكر الشيخ الطبرسي معنيين للتحريف:«أولهما: سوء التأويل، وثانيهما: التغيير والتبديل» (2).
ويذكر السيد محمد رشيد رضا معنيين للتحريف: «.. يصدق بتحريف الألفاظ بالتقديم والتأخير والحذف والزيادة والنقصان وبتحريف المعاني بحمل الألفاظ على غيرما وضعت له»(3).
وخلاصة الأقوال: إن للتحريف معنيين:
الأول: التحريف المعنوي.
الثاني: التحريف اللفظي.
والتحريف المعنوي قد وقع بالفعل كاعبّر عنه الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) «.. وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه»(4).
أما التحريف اللفظي بالزيادة والنقيصة فلم يقع في القرآن الكريم كما أثبه جمهور العلماء من الشيعة والسنة، وهذا ما سندرسه في هذا البحث.
إن القائلين بالتحريف ليس لديهم دليل قطعي على مدّعاهم، وإنما اعتمدوا على روايات شاذة وضعيفة كما ذكرت في مناقشة العلماء والمحققين لها، ونحن نذكر بعضاً من هذه الروايات.
1 ـ عن عائشة أنها قالت: «كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مائتي آية، فملا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن»(1).
2 ـ عن عبد الله بن عمر: «لا يقولن أحدكم قد أخذت من القرآن كله، وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير»(2).
3 ـ عن عائشة: «لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كانت في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل الداجن فأكلها»(3).
4 ـ قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: «لم تجد فيما أنزل علينا (أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة) فأنا لا نجدها؟ قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن »(4).
5 ـ عن حذيفة قال: «قرأت سورة الأحزاب على النبي (صلى الله عليه وآله) فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها»(5).
6 ـ عن ابن مسعود: «إنه كان يقرأ الآية هكذا: كفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب»(6).
7 ـ وفي تفسير العياشي ذكر آية «كنتم خير أئمة» بدلاً من «كنتم خير أمة»(7).
وقرأ: «اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علي بن أبي طالب وأتممت عليكم نعمتي»(8).
8 ـ وذكر السيد الخوئي شبهة من شبهات القائلين بالتحريف، وهي: «عن علياً كان له مصحف غير المصحف الموجود»(9).
وقد حاول بعض المفسرين تفسير النقيصة في القرآن بنسخ التلاوة.
يقول أبو بكر الرازي: «نسخ الرسم، والتلاوة إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم، ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته، وكتبه في المصحف»(1).
وفي روح المعاني: «وإنساؤها إذهابها عن القلوب بأن لا تبقى في الحفظ، وقد وقع هذا »(2).
وهنالك روايات كثيرة وردت في كتب الشيعة والسنة سنوردها في مقام الإجابة عنها.
وروايات التحريف الآنفة الذكر، والتي ذكرت التحريف بعبارات متنوعة، «ذهب منه قرآن كثير»، «أسقطت فيما أسقط من القرآن»، «أكلها الداجن» «لم يقدر منها إلا على ما هو الآن»، «النسيان ونسخ التلاوة »، إنما جاءت من قبل الذين يدعون أن القرآن لم يجمع، ولم يكتب في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وإنما جمع في عهد الخلفاء، أبي بكر، وعمر، وعثمان.
وفي بحثنا هذا سنورد الإجابة عن هذه الشبهات، ونورد الأدلة القائلة بأن القرآن كان مكتوباً، ومجموعا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الروايات التي أكدت تحريف القرآن بالنقيصة لم تكن معتبرة عند جمهور العلماء والمفسرين من الشيعة والسنة، وقد أجابوا عنها إجابة تنسجم مع القواعد الأصولية وحمل بعضهم هذه الروايات على التفسير، والتأويل.
القرآن الكريم ثبت بالتواتر، وأخبار التحريف أخبار آحاد لا تثبت تحريف القرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وقال العلامة الطباطبائي: «ليس فيها حديث متواتر، ولا محفوف بقرائن قطعية،
بل هي آحاد متفرقة، ومع الغض عن ذلك، فهي تذكر من الآيات والسور مالا يشبه النظم القرآني بوجه»(1).
يقول الشيخ محمد جواد البلاغي: «ولئن سمعت من الروايات الشاذة شيئاً في تحريف القرآن، وضياع بعضه، فلا تقم لتلك الروايات وزناً»(2).
لعب الزنادقة، وأعداء الإسلام دوراً كبيراً في دس الروايات الطاعنة في عقيدة المسلمين، وفي كتابهم وسنة نبيهم، ونسب العلماء، والمحققون روايات التحريف إلى الزنادقة، وأعداء الإسلام.
يقول الدكتور مصطفى زيد: «نحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار بالرغم من ورودها في كتب الصحاح، وفي بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لا تتفق ومكانة عمر، ولا عائشة، مما يجعلنا نطمئن إلى اختلافها ودسها على المسلمين»(3).
ويقول الحكيم الترمذي: «.. ما أرى مثل هذه الروايات إلا من كيد الزنادقة»(4).
وقال أبو حيان الأندلسي: «ومن روى عن ابن عباس، أنه قرأ حتى «تستأذنوا»، فهو طاعن في الإسلام، ملحد في الدين(5).
يقول الشيخ العريض: «فالمنسوخ تلاوة الثابت حكما غير موجود في كتاب الله تعالى، فالحق عدم جوازه»(6).
ويقول الزرقاني: «عن جماعة في منسوخ التلاوة: إنه مستحيل عقلاً، وعن آخرين منع وقوعه شرعاً »(1).
ويقول العلامة الطباطبائي: «وكيف كان، فالنسخ لا يوجب زوال نفس الآية من الوجود، وبطلان تحققها»(2).
ويقول الإمام السرخسي: «لا يجوز هذا النوع من النسخ في القرآن عند المسلمين»(3).
5 ـ بعض العلماء والمفسرين لم يحكموا على الروايات بضعف السند، وإنما حملوا ما جاء فيها على عدة محامل تدل على عدم التحريف.
ما ورد حول آية المحافظة على الصلوات عن عائشة، وحفصة من إلحاق كلمة «وصلاة العصر» بقوله تعالى ]حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى[بأن «الكلمة أدرجت على سبيل التفسير، والإيضاح»(4).
ويقول السيد الخوئي «إن اشتمال قرآنه ـ علي ـ على زيادات ليست في القرآن الموجود.. أن تلك الزيادات كانت تفسيراً بعنوان التأويل، وما يؤول إليه الكلام، أو بعنوان التنزيل من الله شرحاً للمراد» (5).
ويقول: «فلابد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمة (عليهم السلام) في التنزيل من هذا القبيل، وإذا لم يتم هذا الحمل، فلابد من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب والسنة»(6).
قول أبي جعفر النحاس: وبعضهم في آية الرجم (رجم الشيخ والشيخة) إسناد
الحديث صحيح، إلا أنه «ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة، ولكنها سنة ثابتة».
وقول بعضهم حول آية: «لو كان لابن آدم واديان» إن هذا معروف في حديث النبي على «أنه من كلام الرسول لا يحكيه عن رب العالمين في القرآن»(1).
«وأما ما ذكر عن أبي بن كعب أنه عدّ دعاء القنوت: «اللهم انا نستعينك » سورة من القرآن، فإنه ـ إن صح ذلك ـ كتبها في مصحفه لا على أنها من القرآن، بل ليحفظها ولا ينساها احتياطاً، لأنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقنت بها في صلاة الوتر» (2).
وقال صاحب الانتصار: «عن كلام القنوت المروي: أن أُبي بن كعب أثبته في مصحفه لم تقم الحجة بأنه قرآن منزل، بل هو ضرب من الدعاء»(3).
وجميع ما ذكر من روايات التحريف مرجعها إلى الرواية القائلة «عن زيد بن ثابت، قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكن القرآن جُمِعَ في شيء»(4).
كتابة وجمع القرآن في عهد النبي (صلى الله عليه وآله)
قطع كثير من العلماء والمحققين على أن القرآن الكريم كان مكتوباً، ومجموعا في عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان له كتاب يكتبونه، وكان بعض الصحابة يكتبه لنفسه، فإذا كان ذلك ثابتاً، فهو دليل قطعي على عدم ضياع شيء من القرآن كما يزعم بعض الرواة.
1 ـ السيد المرتضى: «إن القرآن كان على عهد رسول الله مجموعاً مؤلفاً على
ما هو عليه الآن» (1).
2 ـ الحر العاملي: «إن آلاف الصحابة كانوا يحفظونه ويتلونه، وإنه كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مجموعاً مؤلفاً»(2).
3 ـ شرف الدين العاملي:«وكان القرآن مجموعاً أيام النبي (صلى الله عليه وآله) على ما هو عليه الآن من الترتيب، والتنسيق في آياته، وسوره، وسائر كلماته، وحروفه، بلا زيادة، ولا نقصان»(3).
4 ـ السيد أبو القاسم الخوئي: «إن إسناد جمع القرآن إلى الخلفاء أمر موهوم، مخالف للكتاب، والسنة والإجماع، والعقل.. ولو سلمنا أن جامع القرآن هو أبو بكر، فلا ينبغي الشك في أن جمع القرآن كان مستنداً إلى التواتر بين المسلمين ـ نعم لاشك أن عثمان قد جمع القرآن في زمانه، لا بمعنى أن جمع الآيات والسور في مصحف، بل بمعنى أنه جمع المسلمين على قراءة إمام واحد..» (4).
5 ـ المطهري: «إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) انتخب منذ اليوم الأول عدداً من الكتاب لتدوين القرآن، ويسمون بكتاب الوحي... وكان تدوين كلام الله منذ الأيام الأولى من جملة الأسباب الحتمية لحفظ وصيانة القرآن»(5).
1 ـ الزرقاني: «فهاهو ذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد اتخذ كتّابا للوحي، كلما نزل شيء من القرآن، أمرهم بكتابته... ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)».
«إن بعض الصحابة الذين يكتبون القرآن لأنفسهم في مصحف، أو مصاحف
خاصة بهم ربما كتبوا فيها ما ليس بقرآن، مما يكون تأويلاً لبعض ما غمض عليهم من معاني القرآن»(1).
2 ـ الشيخ محمد الغزالي: «فلما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى كان القرآن كله محفوظاً في الصدور، وكان كذلك مثبتاً في السطور» (2).
3 ـ عبد الصبور شاهين: «إن القرآن ثبت تسجيلا، ومشافهة في عهد رسول الله»(3).
4 ـ حسن البنا: «جمع القرآن في الصدور، والسطور»(4).
5 ـ وهبة الزحيلي: «وكان كتّاب الوحي خمساً وعشرين كاتباً، والتحقيق أنهم كانوا زهاء ستين، وأشهرهم الخلفاء الأربعة»(5).
وخلاصة ما تقدم: أن القرآن الكريم كان مجموعاً، ومؤلفاً في عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو فرضنا صحة الروايات التي تنص على جمع القرآن في عهد الخلفاء، فإن جمع الخلفاء له لا يكون إلا اختيار أحد المصاحف المؤلفة من قبل الصحابة، وجعلها مرجعاً لجميع المسلمين، ولا يمكن لأحد أن يحذف شيئاً منه، فلا الخلفاء يسمحون بذلك، ولابقية الصحابة الذين عرفوا بشدتهم في المحافظة على كتاب الله، وعلى جميع القيم الإسلامية، وكانت لهم الحرية الكاملة في الاعتراض. ولو كانت روايات النقيصة في القرآن صحيحة لورد اعتراضهم على ذلك، وقد اعترضوا على عثمان لأنه جمع المسلمين على قراءة واحدة، فما بالك لو واجهوا تحريفا في القرآن؟! يقول الآمدي: «إن المصاحف المشهورة في زمن الصحابة كانت مقروءة عليه (صلى الله عليه وآله) »(6).
ولا يعقل أن النبي (صلى الله عليه وآله) يهمل أمر القرآن الكريم، ويجعله عرضة للتحريف بالزيادة والنقيصة من بعده.
أجمع علماء الشيعة على صيانة القرآن من التحريف بالزيادة، والنقيصة، والتغيير، والتبديل، ولم يخالف هذا الإجماع إلا أفراد قلائل لا يعتدُ بقولهم، ولا يوجد من يقول بالتحريف في زماننا هذا، وما ورد في بعض كتب الشيعة من روايات يفهم منها التحريف لا يدل على عقيدة ؛ وإنّما هي روايات ضعاف رويت في كتبهم، كما رويت مثلها في كتب السنة.
ووقف الشيعة موقفا حازما من مدعي التحريف كما هو الحال في موقفهم من كتاب: فصل الخطاب للشيخ النوري، وموقفهم من الفئة الأخبارية.
والآن ننقل بعضا من آراء علماء الشيعة ابتداءً بالقرن الرابع الهجري، وانتهاءً بهذا القرن.
1 ـ الصدوق (م 381 هـ) «قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص منه كلمة، ولا آية، ولا سورة، ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين من تأويله وتفسير معانية على حقيقة تنزيله ؛ وذلك كان ثابتا منزلاً، وان لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمى تأويل القرآن قرآناً»(1).
3 ـ السيد المرتضى (م 436 هـ): «إن القرآن كان على عهد رسول الله مجموعا مؤلفا على ما هو عليه في ذلك الزمان حتى عين النبي (صلى الله عليه وآله) على جماعة من الصحابة حفظهم له، وكان يعرض على النبي، ويتلى عليه، وان جماعة من الصحابة مثل: عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدة ختمات، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبتور، ولامبثوث، وأن من
خالف من الامامية والحشوية لا يعتد بخلافهم»(1).
4 ـ الطوسي (461 هـ): «وأما الكلام في زيادته، ونقصانه، فمما لا يليق به، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها، وأما النقصان منه فالظاهر أيضاً من مذاهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى رضي الله عنه، وهو الظاهر من الروايات.. غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن، ونقل شيء منه من موضع إلى موضع طريقها الآحاد، ولا يستوجب علماً، فالأولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها» (2).
5 ـ الطبرسي (548 هـ): «الكلام في زيادة القرآن، ونقصانه فأما الزيادة فيه، فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه، فقد روى جماعة من أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى»(3).
6 ـ ابن طاووس (644هـ): «كان القرآن مصونا من الزيادة، والنقصان كما يقتضيه العقل، والشرع.. وإن رأي الامامية هو عدم التحريف»(4).
7 ـ العلامة الحلي (م 726 هـ): «الحق إنه لا تبديل، ولا تأخير، ولا تقديم فيه، وإنه لم يزد، ولم ينقص، ونعوذ بالله تعالى من أن يعتقد مثل ذلك، وأمثال ذلك فإنه يوجب التطرق إلى معجزة الرسول عليه وآله السلام المنقولة بالتواتر»(5).
8 ـ زين الدين العاملي (م 877 هـ): «علم بالضرورة تواتر القرى، بجملته، وتفاصيله، وكان التشديد في حفظه أتم، حتى تنازعوا في أسماء السور، والتفسيرات، وإنّما اشتغل الأكثر عن حفظه بالتفكير في معانيه، وأحكامه، ولو زيد
فيه أو نقص لعلمه كل عاقل، وإن لم يحفظه، لمخالفة فصاحته وأسلوبه»(1).
9 ـ نور الله التستري (م 1019 هـ): «مانسب إلى الشيعة الإمامية من القول بالتحريف ليس مما قاله جهور الإمامية، وإنما قاله شرذمة قليلة لا اعتداد بهم في جماعة الشيعة»(2).
10 ـ الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين الحارثي العاملي (م 1030هـ): «والصحيح أن القرآن العظيم محفوظ من التحريف، زيادة كانت أو نقصانا بنص آية الحفظ من الذكر الحكيم، وما اشتهر بين الناس من إسقاط اسم أمير المؤمنين في بعض المواضع، فهو غير معتبر عند العلماء»(3).
11 ـ الفاضل التوني (1071 هـ): «والمشهور بين علمائنا الأعلام إنه محفوظ ومضبوط كما أُنزل لم يتبدل، ولم يتغير، حفظه الحكيم الخبير»(4).
12 ـ الفيض الكاشاني (1091 هـ): يرد على روايات التحريف بأنها مخالفة للقرآن: «ويرد على هذا كله إشكال، وهو إنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن، إذ على هذا يحتمل في كل آية منه أن يكون محرفا، ومغيرا، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً، فتنتفي فائدته، وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به. إن خبر التحريف مخالف لكتاب الله، مكذب له، فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله... ولا يبعد أن يقال: إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن، فيكون التبديل من حيث المعنى، أي حرفوه وغيروا في تفسيره، وتأويله»(5).
13 ـ محمد بن الحسن الحرّ العاملي (1104 هـ): «إن من تتبع الأخبار، وتفحص التواريخ، والآثار علم علماً قطعياً بأن القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر، وأن آلاف
الصحابة كانوا يحفظونه، ويتلونه، وأنه كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مجموعاً مؤلفاً»(1).
14 ـ محسن الأعرجي (1227 هـ): «اتفق الكل ؛ لا تمانع بينهم على عدم الزيادة.. والمعروف بين أصحابنا، حتى حكي عليه الإجماع، عدم النقيصة أيضاً »(2).
15 ـ جعفر كاشف الغطاء (1228 هـ): «لا ريب في أن القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان، كما دل عليه صريح الفرقان، وإجماع العلماء في جميع الأزمان، ولا عبرة بالنادر، وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها»(3).
16 ـ إبراهيم الكلباسي الاصبهاني (1262 هـ): «إن النقصان في الكتاب مما لا أصل له»(4).
17 ـ حسين الكوه كمري (1299 هـ): استدل على نفي التحريف بالأدلة التالية: «الأصل لكون التحريف حادثاً مشكوكاً فيه، والإجماع، وكونه معجزة، ولا يأتيه الباطل، وأخبار الثقلين، والأخبار الناطقة بالأمر بالأخذ بهذا القرآن »(5).
18 ـ محمد جواد البلاغي (1352: «ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامة المسلمين جيلاً بعد جيل، استمرت مادته، وصورته، وقراءته المتداولة على نحو واحد، فلم يؤثر شيئا على مادته، وصورته...» (6).
19 ـ محمد حسين كاشف الغطاء (1366هـ): «وإن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه (صلى الله عليه وآله) للإعجاز والتحدي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام، وإنه لا نقص فيه ولا تحريف، ولا زيادة، والأخبار الواردة من طرقنا، أو طرقهم الظاهرة في نقصه أو تحريفه ضعيفة شاذة، وأخبار آحاد لا تفيد علما ولا عملاً»(7).
20 ـ محسن الأمين العاملي، (1371 هـ): «لا يقول أحد من الإمامية، لا قديماً ولا حديثا: إن القرى، مزيد فيه قليل، أو كثير، بل كلهم متفقون على عدم الزيادة، ومن يعتد بقولهم متفقون على أنه لم ينقص منه. ومن ينسب إليهم خلاف ذلك،فهو كاذب مفتر، متجري على الله ورسوله»(1).
21 ـ شرف الدين العاملي (1377 هـ): «ومن الأدلة على اعتقاد الإمامية بعدم سقوط شيء من القرآن الكريم: صلاتهم لأنهم يوجبون قراءة سورة كاملة بعد الحمد في الركعة الأولى، والثانية.. وصلاتهم بهذه الكيفية والأحكام دليل ظاهر على اعتقادهم بكون سور القرآن بأجمعها في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) على ما هي عليه الآن، وإلا لما تسنى لهم هذا القول »(2).
22 ـ محمد رضا المظفر (1384 هـ): «.. لا يعتريه التبديل، والتغيير والتحريف وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي، ومن أدعى فيه غير ذلك فهو مخترق، أو مغالط أو مشتبه»(3).
23 ـ محسن الحكيم (1370 هـ): «إن سلف المسلمين كافة، وعلماء الإسلام عامة منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا، يرون أن القرآن في ترتيب سوره، وآياته، هو كما بين أيدينا، ولم يعتقد أحد من السلف في التحريف»(4).
24 ـ مرتضى المطهري (1399 هـ): «وبما أن المسلمين كانوا قد اعتقدوا بأنه كلام الله وليس كلام البشر، فقد كانوا يقدسونه، ولا يسمحون لأنفسهم أن يتلاعبوا بكلمة، أو حرف منه»(5).
25 ـ العلامة الطباطبائي (1403 هـ) صاحب الميزان: «القرآن محفوظ بحفظ الله
عن كل زيادة، ونقيصة وتغيير في اللفظ، أو في الترتيب يزيله عن الذكرية ويبطل كونه ذكرا لله سبحانه بوجه. فالذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبي (صلى الله عليه وآله) بعينه»(1).
26 ـ السيد الخوئي (1409 هـ) يورد أجوبة على الأخبار التي يفهم منها القول بالتحريف فيقول: «إن الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه قراءة وكتابة، يقف على بطلان تلك المزعومة (التحريف) وما ورد من أخبار إما ضعيف لا يصلح للاستدلال به، أو مجعول تلوح عليه أمارات الجعل، أو غريب يقضي بالعجب، أما الصحيح منها فيرمى إلى مسألة التأويل والتفسير، وإن التحريف إنما حصل في ذلك، لا في لفظه، وعباراته»(2) ويورد أدلة حفظ القرآن من التحريف اللغوي يقول: «إن حديث تحريف القرآن حديث خرافة، وخيال، لا يقول به إلا من ضعف عقله، أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل»(3).
27 ـ السيد الگلپايگاني (1414 هـ): «وبعد فالصحيح من مذهبنا إن كتاب الله الكريم الذي بأيدينا بين الدفتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه من لدن عزيز حكيم، المجموع المرتب في زمانه، وعصره بأمره بلا تحريف وتغيير وزيادة ونقصان، والدليل على ذلك تواتره بين المسلمين كلا وبعضا ترتيبا وقراءة مع توفر الدواعي لهم في حفظه وإبقائه ونقله بلا زيادة ونقيصة»(4).
أجمع علماء السنة، ومفسروهم على صيانة القرآن من التحريف بالزيادة، والنقيصة والتغيير والتبديل، ولم يخالف هذا الإجماع إلا أفراد قلائل لا يعتد بقولهم، قالوا بالنقيصة والزيادة في ما مضى من الزمن، أما في زماننا هذا فلا يوجد بينهم
من يقول بالتحريف، وما ورد في كتبهم من روايات، فإنها لا تدل على عقيدتهم، وقد أجابوا عنها إما بإضعافها أو حملها على محامل عديدة، وفيما يلي نذكر آراء علماء السنة منذ القرن الرابع الهجري وإلى قرننا الحالي:
1 ـ أبو بكر الأنباري (328 هـ): «إن الله قد حفظ القرآن من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان»(1).
2 ـ الزمخشري (528هـ): «وهو (الله تعالى) حافظه في كل وقت من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل لأنه لو كان منقول البشر أو غير آية لتطرق عليه الزيادة والنقصان»(2).
3 ـ القاضي أبو بكر (587 هـ): «الذي نذهب إليه: إن جمع القرآن الذي أنزله الله، وأمر بإثبات رسمه، ولم ينسخه، ولا رفع تلاوته بعد نزوله، هذا بين الدفتين.. وإن ترتيبه، ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى، ورتبه عليه الرسول من آي السور»(3).
4 ـ الفخر الرازي (606 هـ): «واعلم انه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصونا عن جميع جهات التحريف...» (4).
5 ـ القرطبي (671 هـ): لا خلاف بين الأُمة، ولا بين الأئمة من أهل السنة، إن القرآن مبرأ من الزيادة والنقصان حروفه وكلماته...» (5).
6 ـ جلال الدين السيوطي (911 هـ): «الوجه الثاني من وجوه إعجازه: كونه محفوظا عن الزيادة، والنقصان محروسا عن التبديل، والتغيير على تطاول الأزمان بخلاف سائر الكتب»(6).
7 ـ الزرقاني (1122 هـ): «إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أحرص الناس
على الاحتياط للقرآن، وكانوا أيقظ الخلق في حراسة القرآن.. وإن التواتر قد قام، والإجماع قد انعقد، على أن الموجود بين دفتي المصحف كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا نقصان ولا تغيير ولا تبديل»(1).
8 ـ إسماعيل حقي البروسوي (1137 هـ): في تفسير آية الحفظ يقول: (الحافظون): في كل وقت من كل ما لا يليق به كالطعن فيه، والمجادلة في حقيقته والتكذيب له والاستهزاء به والتحريف والتبديل والزيادة والنقصان ونحوها»(2).
9 ـ الآلوسي (1270 هـ): «وإنا له لحافظون، أي من كل ما يقدح فيه كالتحريف، والزيادة والنقصان»(3).
10 ـ محمد رشيد رضا (1354 هـ): «.. وقد تكفل الله بحفظه، وانعقد الإجماع على عدم ضياع شيء منه..»(4).
11 ـ المراغي (1371 هـ): «إنا نحن: أي نحن نزلنا القرآن.. ونحن حافظوه، إنا نحفظ الكتاب الذي أنزلناه عليه من الزيادة والنقص والتغيير والتبديل والتحريف والمعارضة والإفساد والإبطال»(5).
12 ـ سيد قطب (1387 هـ): «فهو باق محفوظ لا يندثر ولا يتبدل ولا يلتبس بالباطل ولا يسمه التحريف»(6).
13 ـ محمود شلتوت يرى أن المسلمين يؤمنون بكتاب واحد، وهذا دليل على صيانة القرآن من التحريف وإلا لكان لهما كتابان: «هم أتباع دين واحد يؤمنون بإله واحد، ورسول واحد، وكتاب واحد»(7).
14 ـ السيد سابق: «فهو الكتاب الذي حفظت أصوله وسلمت تعاليمه وتلقته الأُمة عن محمد عن جبريل عن الله، الأمر الذي لم يتوفر لكتاب مثله»(1).
15 ـ الدكتور وهبة الزحيلي «وإنا له لحافظون: من التبديل والتحريف والزيادة والنقص... أو المراد نفي تطرق الخلل إليه اثناء بقائه بضمان الحفظ له»(2).
16 ـ محمد علي الصابوني: «قال المفسرون: تكفل الله بحفظ هذا القرآن، فلم يقدر أحد على الزيادة فيه، ولا النقصان، ولا على التبديل والتغير كما جرى في غيره من الكتب فإن حفظها موكول إلى أهلها»(3).
الشيعة يؤكدون إجمال الأُمة على صيانة القرآن من التحريف، وفي ذلك دلالة تضمنية على رأيهم في صيانة القرآن من التحريف عند السنة، وفيما يلي نستعرض شهادات بعض علماء الشيعة على أن إخوانهم من أهل السنة يؤمنون بصيانة القرآن:
1 ـ الشيخ السبحاني: «روى الفريقان روايات في تحريف القرآن، وقد قام أخيراً أحد المصريين بتأليف كتاب أسماه «الفرقان» ملأه بكثير من هذه الروايات، كما أن المحدث النوري ألف كتابا باسم «فصل الخطاب » أودع فيه روايات التحريف، وليس هذا وذاك أول من نقل روايات التحريف، بل هي مبثوثة في كتب التفسير والحديث نقل قسما منها السيوطي في الإتقان.
ومع ذلك فنحن نجل علماء السنة ومحققيهم عن نسبة التحريف إليهم ولايصح الاستدلال بالرواية على العقيدة »(4).
2 ـ جعفر مرتضى العاملي: «إننا لا يجب أن ننسى الجهد الذي بذله أهل السنة
لتنزية القرآن عن التحريف وحاولوا توجيه تلكم الأحاديث بمختلف الوجوه التي اهتدوا إليها حتى غير المعقولة منها، كما هو الحال في دعوى نسخ التلاوة، وما إلى ذلك، فإن ذهاب قوم من حشوية العامة إلى تحريف القرآن لا يبرر نسبة القول بالتحريف إلى أهل السنة قاطبة»(1).
3 ـ علي الحسيني الميلاني: «وإن المعروف من مذهب أهل السنة هو نفي التحريف عن القرآن الشريف ؛ وبذلك صرحوا في تفاسيرهم وكتبهم في علوم القرآن» (2). ثم ينقل أقوال علماء السنة الدالة على صيانة القرآن من التحريف.
4 ـ أسعد وحيد القاسم: «إن إجماع أهل السنة هو القول بعدم تحريف القرآن»(3).
وينفي بقية العلماء والمحققين من الشيعة القول بالتحريف عن علماء السنة، كالسيد الخوئي في البيان، والعلامة الطباطبائي في الميزان، والرضوي في البرهان على عدم تحريف القرآن، ومحمد هادي معرفة في صيانة القرآن من التحريف، وأبي الفضل مير محمدي في بحوث تاريخ القرآن وعلومه ونفي التحريف عند السنة بشهادة الشيعة من أكبر الأدلة على الاتفاق على صيانة القرآن من التحريف بكل أنواعه.
علماء السنة ومحققوهم يشهدون لأنفسهم وللشيعة بنفي التحريف عن القرآن الكريم، وفيما يلي نورد بعضا من شهادات علمائهم ومحققيهم منهم:
1 ـ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (330 هـ): ويذكر رأي أكثر الإمامية بأنهم يرون «أن القرآن ما نقص منه ولا زيد فيه، وأنه على ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام، لم يغير ولم يبدل ولازال عما كان عليه »(4).
2 ـ رحمة الله الهندي: «القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية، محفوظ عن التغيير والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم، وإن القرآن الذي أنزله الله على نبيه، هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك.. ويظهر القرآن بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر. والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغيير فقولهم مردود عندهم ولا اعتداد به فيما بينهم »(1).
3 ـ الشيخ محمد الغزالي السقا: «جاءني رجل من العوام مغضباً، يتساءل كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأن الشيعة مذهب إسلامي كسائر المذاهب المعروفة، ثم قال: لقد بلغني أن لهم قرآنا آخر، وأنهم يذهبون إلى الكعبة كي يحقروها، فنظرت للرجل راثياً وقلت له: أنت معذور. إن بعضنا يشيع عن البعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته، مثلما يفعل الروس بالأمريكان والأمريكان بالروس كأننا أمم متعادية لا أمة واحدة»(2).
4 ـ الدكتور محمد عبد الله دراز: «ومهما يكن من أمر فإن هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الإسلامي بما فيه فرق الشيعة، منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان، ونذكر هنا رأي الشيعة الإمامية ـ أهم فرق الشيعة ـ كما ورد في كتاب أبي جعفر الصدوق: إن اعتقادنا في جملة القرآن الذي أوحى به الله تعالى إلى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) هو كل ما تحتويه دفتا المصحف المتداول بين الناس لا أكثر»(3).
5 ـ الأستاذ محمد المدني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية: «وأما إن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله، وإنّما هي روايات رويت في كتبهم، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها وبينوا بطلانها، وليس
في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما إنه ليس في السنة من يعتقده»(1).
6 ـ الدكتور مصطفى الشكعة: «وهي مزاعم ينكرها كثير من عقلاء الشيعة وعلمائهم»(2).
7 ـ الزرقاني: «يزعم بعض غلاة الشيعة أن عثمان ومن قبله أبو بكر وعمر أيضاً حرفوا القرآن، وأسقطو كثيرا من آياته وسوره، إن بعض علماء الشيعة أنفسهم تبرأ من هذا السخف، ولم يطق أن يكون منسوبا إليهم وهو منهم »(3).
8 ـ البهنساوي: «إن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية يرون كفر من حرف القرآن الذي أجمعت عليه الأُمة منذ صدر الإسلام.. وأن المصحف الموجود بين أهل السنة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة»(4).
9 ـ عبد الصبور شاهين: «إن الذين ألصقوا بالمصحف بعض روايات الكذب هم الغلاة»(5).
10 ـ الدكتورة عائشة المنّاعي: «إن فكرة تحريف القرآن فكرة شاذة لا تمثل اتجاها عاما، ولا أغلبياً في المذهب الشيعي، بل هو شذوذ وانحراف هم روح المذهب وقواعده ومقالاته.. إن الأقوال التي يمكن أن تسجل في تراث الشيعة ويفهم منها اعتقاد التحريف لا يكاد يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة في القديم والحديث على السواء»(6).
ـ أعيان الشيعة 1/51، محسن الأمين العاملي، دار التعارف.
_ ـ باحث في الحوزة العلمية بمدينة قم.
1 ـ إظهار الحق 2/182 ـ 184، رحمة الله الهندي، ط 1 استانبول.
1 ـ الاتقان في علوم القرآن 1/63، السيوطي، تحقيق (ابو) الفضل إبراهيم 1411 هـ.
1 ـ التبيان 3: 47، الطوسي، مؤسسة الاعلمي بيروت.
1 ـ التحقيق في نفي التحريف/16، عن الصراط المستقيم 1/45.
1 ـ الجامع لأحكام القرآن 1/84، القرطبي ـ دار أحياء التراث العربي.
1 ـ العقائد الإسلامية/169، سيد سابق، دار الكتاب العربي 1406 هـ.
1 ـ الفصول المهمة/166.
1 ـ المصدر نفسه/85.
1 ـ الميزان 12/106.
1 ـ أوائل المقالات/54، المفيد، مكتبة الداوري، قم.
1 ـ تفسير القرآن الكريم/25، عبدالله شبر، مكتبة النجاح، طهران ط 2.
1 ـ حقائق هامة/35.
1 ـ رسالة الإسلام، العدد 4، السنة 11/382.
1 ـ مدخل التفسير/118، اللنكراني، ط 2، 1413 هـ.
1 ـ معترك الأقران 1/128، السيوطي، دار الفكر العربي.
1 ـ مفردات القرآن: 112، الراغب الأصفهاني، طهران المكتبة الرضوية.
1 ـ مناهل العرفان 1/281.
1 ـ مناهل العرفان 2/112، الزرقاني دار أحياء الكتب العربية.
1ـ الميزان 12/112 الطباطبائي ط 3، 1393 هـ، الاعلمي.
1ـ مناهل العرقان 1/246 ـ 271.
2 ـ أجوبة مسائل جار الله 28، شرف الدين العاملي، مطبعة النعمان 1386هـ.
2 ـ اسلام بلا مذاهب/190، مصطفى الشكعة، الدار المصرية ط 6، 1407هـ.
2 ـ آلاء الرحمن 1/25 ـ 26.
2 ـ التحقيق في نفي التحريف/138.
2 ـ التفسير المنير 15/14، وهبة الزحيلي، دار الفكر ط 1، 1411 هـ.
2 ـ الفصول المهمة: 166، هامش الأنوار النعمانية 2/357.
2 ـ الكشاف 2/572.
2 ـ المصدر نفسه 3/81.
2 ـ الميزان 1/250، الطباطبائي.
2 ـ ترتيب كتاب العين: 173. الخليل مؤسسه النشر الإسلامي، ط 1: 1414 هـ.
2 ـ تفسير روح البيان 4/443، إسماعيل البروسوي، دار أحياء التراث ط 7، 1405 هـ.
2 ـ تهذيب الأصول 2/165، السبحاني، طبعة اسلامي، 1363 هـ ش.
2 ـ رسالة الإسلام، العدد 11، السنة 11/412.
2 ـ روح المعاني 1/351، الآلوسي، دار إحياء التراث، ط 4، 1405 هـ.
2 ـ صيانة القرآن من التحريف/55.
2 ـ مجمع البيان 1: 173، الطبرسي المكتبة العلمية الإسلامية عن طبعة صيدا.
2 ـ نظرات في القرآن/35، الغزالي، مصر 1377هـ.
2ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن/18، البلاغي، قم ـ مطبعة الوجداني.
2ـ المصدر نفسه/75.
2ـ مجمع البيان 1/15.
3 ـ الإتقان 1/63.
3 ـ البرهان على عدم تحريف القرآن/231، الرضوي، بيروت ط 1، 1411 هـ.
3 ـ التحقيق في نفي التحريف/20.
3 ـ الكشاف 1: 516، الزمخشري، نشر أدب الحوزة.
3 ـ المصر السابق نفسه.
3 ـ المنار 6: 283، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، ط2 بالأوفست.
3 ـ النسخ في القرآن 1/283، د. مصطفى زيد.
3 ـ تاريخ القرآن/57، عبد الصبور شاهين، دار القلم 1966م.
3 ـ حقيقة الشيعة/101، أسعد وحيد القاسم، لندن ط 1، 1412 هـ.
3 ـ روح المعاني 14/16.
3 ـ صفوة التفاسير 2/169، محمد علي الصابوني، عالم الكتب، 1406هـ.
3 ـ عقائد الإمامية/85.
3 ـ مجمع البيان 1/15.
3 ـ مدخل إلى القرآن الكريم/39، محمد عبد الله دراز، دار القلم ـ الكويت 1391 هـ.
3 ـ مسند أحمد 6/269، الايضاح/218، تأويل مختلف الحديث/310.
3 ـ مناهل العرفان 1/271.
3 ـ مناهل العرفان 1/28 ـ 281.
3ـ البيان/259.
3ـ التمهيد 2/281، عن أصول السرخسي 2/78.
4 ـ الإتقان 1/202.
4 ـ الالهيات 4/452، السبحاني، مطبعة القدس ط 3، 1412 هـ.
4 ـ البرهان/113 هاشم البحراني، قم ـ إسماعيليان.
4 ـ التفسير الكبير 19/161، الفخر الرازي، ط 3.
4 ـ الكافي 8: 53، الكليني، دار التعارف، ط 4، 1401 هـ.
4 ـ المصدر نفسه: 21.
4 ـ المنار 4/471.
4 ـ حقيقة الشيعة/96.
4 ـ دراسات قرآنية/168، محمد حسين الصغير، مكتب الاعلام الإسلامي ط 2.
4 ـ سعد السعود 193، ابن طاووس، قم منشورات الرضي، 1407 هـ.
4 ـ كنز العمال 2/567، الاتقان 2/52 الدر المنثور 1/106.
4 ـ مقالات الإسلاميين/47، الأشعري ط 3، 1400 هـ.
4 ـ وسائل حسن البنا/228، مؤسسة الرسالة بيروت.
4ـ البرهان في علوم القرآن 1/215، الزركشي، دار الفكر 1408 هـ.
4ـ البيان في تفسير القرآن/257.
4ـ التحقيق في نفي التحريف/117، عن نوادر الأصول/386.
4ـ صيانة القرآن من التحريف/64.
5 ـ أجوبة المسائل المهناوية/121، الحلي، قم مطبعة الخيام 1401 هـ.
5 ـ التعرف على القرآن الكريم/14.
5 ـ التعرف على القرآن الكريم/14، المطهري، طهران ط 2، 1407 هـ.
5 ـ الجامع لأحكام القرآن 1: 84.
5 ـ الدر المنثور 5/180.
5 ـ المصدر نفسه: 21.
5 ـ تاريخ القرآن/165، عبد الصبور شاهين.
5 ـ تفسير الصافي 1/51 ـ 52، الفيض الكاشاني ـ مؤسسة الاعلمي.
5 ـ تفسير المراغي 13/9، احمد مصطفى المراغي، دار أحياء التراث ط 3، 1394 هـ.
5ـ البيان في تفسير القرآن/223 ـ 231.
5ـ التفسير المنير 1/20، وهبة الزحيلي، دار الفكر ط 1، 1411 هـ.
5ـ المصدر نفسه عن البحر المحيط 6/445.
6 ـ آلاء الرحمن 1/29.
6 ـ المصدر نفسه 5/192.
6 ـ رسالة التقريب، العدد الرابع، 1414 هـ/188.
6 ـ في ظلال القرآن 5/194، سيد قطب، دار أحياء التراث ط 7، 1391 هـ.
6 ـ معترك الأقران 1/27.
6ـ البيان في تفسير القرآن/223 ـ 231.
6ـ تاريخ القرآن للصغير/77، تاريخ القرآن للزنجاني/39.
6ـ فتح المنان/223، علي حسن العريض، دار العريض، دار الكتاب مصر 1403 هـ.
7 ـ اصل الشيعة وأصولها/133.
7 ـ تفسير العياشي 1/195 ـ 293، طهران، المكتبة العلمية الإسلامية.
7 ـ رسالة الإسلام 2/217.
8 ـ المصدر نفسه 1/195 ـ 293.
9 ـ البيان في تفسير القرآن/222 الخوئي، دار الزهراء، ط 8، 1401 هـ.